هي نظرية التشوهات الجيولوجية التكوينية -التكتونية العامة- التي تعتبر المفتاح الجوهري في علم الجيولوجيا الحديثة لفهم تركيب وتاريخ وديناميكيات القشرة الأرضية. وتنبني النظرية على الملاحظة التي مؤداها أن القشرة الصلبة للأرض منقسمة إلى حوالي اثني عشر لوحا شبه صلب. وتعتبر منطقة الحدود بين هذه الألواح منطقة نشاط تكتوني حيث تظهر احتمالات حدوث ثورات بركانية وزلزالية.
نبذة تاريخية :
تعود جذور هذه النظرية إلى الأفكار التي وضعها ابن سينا في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي حول تفسير نشأة البحار وبيان العلاقة التبادلية بين البحر واليابسة عبر العصور، حيث أشار أن الأرض كانت في مراحل تكونها الأولى كرة ملساء خالية من التجاعيد، يحيط بها غشاء شفاف من الماء، ومع الزمن نشأت منخفضات تجمعت فيها المياه، وتحولت المياه عن مناطق أخرى، فظهرت اليابسة من تحت الماء، ثم أخذت مساحة اليابسة تزداد تدريجيا فينزاح عنها الماء ليتجمع في الأغوار على هيئة أحواض مائية، وكان للعوامل الفلكية والمناخية والجيولوجية أثرها الفعلي في ظهور مواقع مكشوفة من الأرض هي اليابسة، وأخرى مغمورة بالمياه هي البحار. ويوضح ابن سينا تطور هذه العملية في كتابه الشفاء فيقول: "في طبيعة الأرض أن تستحيل أجزاء منها ماء أو نارا، أو غيرهما من الجواهر الأخرى، ولكن الجواهر قد تستحيل أجزاء منها أرضا، فما يستحيل من الأرض إلى غيره ينقص من جملة حجم الأرض، فيلزم ضرورة أن يقع هناك ثلمة في تدوير الأرض، وغور إذا كانت الأرض يابسة لا تجمع إلى شكلها الطبيعي... فيلزم أن يتولد على كرية الأرض تضاريس من غور ونجد، وخصوصا وللكواكب لا محالة، تأثير في إيجاد هذه الإحالة بحسب المسافات التي تتبدل بحسب حركتها، فيشبه أن تكون هذه أسبابا عظاما في إحداث المائية من جهة إلى جهة أو نقلها إليها... ، بتبخير الرطوبة وتصعيدها بالتبخير إلى جهة خاصة من الأرض، وإن كان واحد منها يعظم ويكثر على الدهر حتى يؤثر في هيئة شكل الماء لسيلان الماء إلى الغور وكشفه للنجد... وقد أعان على هذا أسباب أخرى، إذ لا بد من حدوث طين بين الماء والأرض، ولا بد من نفوذ قوة الشمس والكواكب إلى الطين وتحجيرها إياه إذا انكشفت حتى تتخلق الجبال، على ما قلناه، فإذا كان كذلك لم يكن بد من أن يكو ن بر وبحر" .
وابن سينا بهذا التصور يشير إلى أن الأرض كانت في البداية كرة ماء متكاملة التكور، خالية من التضاريس، ثم بدأت بفعل عوامل الرطوبة يتبخر ماؤها في جهة واحدة من الأرض وهي تلك المعرضة لعوامل الجذب من الأفلاك، فظهرت على طول الزمن اليابسة. والطين الذي يحدث بين الماء والأرض هو الراسب الذي يتجمع على قاع البحر مما تحمله مياه البحر من مواد، وعندما تنكشف هذه الرواسب فإنها تتحجر تحت تأثير الشمس وتبخير المياه، فتتحول إلى صخور جديدة تضاف إلى الصخور الأولية التي تتكون منها الأرض. ومن هذه الصخور الجديدة، وتحت تأثير عوامل مختلفة، تتكون الجبال فيما بعد، ومن هذه الجبال تتكون القارات.
وتمثل نظرية ابن سينا هذه الأساس التاريخي للملاحظات التي أعلنها الجيولوجي الأميركي جيمس هيل من أن الرواسب المتجمعة في أحزمة الجبال أكثر كثافة من تلك المتجمعة في المناطق الداخلية في القارات عشر مرات على الأقل. وقد مهد هذا التوصل إلى نظرية انخفاض الأرض التي تنص على أن القشرة القارية تزيد من جراء الإضافات المستمرة التي تنشأ على أنها انخفاضات قديمة مثنية ثم بعد ذلك تصبح صلبة ومتماسكة. وبحلول القرن العشرين، رسخت هذه النظرية وثبتت أقدامها. وقد كان هناك اكتشاف آخر في القرن التاسع عشر مؤداه أنه كان يوجد ارتفاع جبلي متطاول في منتصف المحيط الأطلنطي ، وبحلول العشرينات من هذا القرن، استنتج العلماء أن هذا الارتفاع الجبلي في كل مكان حول العالم تقريبا.
وفي الفترة من 1247هـ / 1908 م. حتى 1259هـ / 1920 م ، توصل العالم الألماني ألفريد لوثر فجنر وآخرون إلى نظرية الانجراف القاري حيث أقروا بأن الألواح القارية تتمزق ثم تنجرف بعيدا عن بعضها الآخر وبعد ذلك تصطدم ببعضها الآخر ، وتؤدي هذه الاصطدامات إلى انهيار الرسوب مما يؤدي إلى تكوين أحزمة جبلية في المستقبل. وقد أظهرت الأعمال الجيوفيزيائية التي أجريت عن كثافة الأرض والملاحظات التي أبداها العلماء المتخصصون في الصخور أن الأرض تتكون من مادتين مختلفتين تماما: أولاهما صخور من السليكون والماغنسيوم وتكون أساسا من البازلت الذي يعتبر من السمات الأساسية لقشرة المحيطات، وثانيهما صخور من السليكون والألومنيوم وعادة ما تكون صخورا من الحجر الصوان وهي من سمات القشرة القارية.
واعتقد فجنر أن الألواح القارية المكونة من السليكون والأ لومنيوم تزحف نحو الطبقة المحيطية المكونة من السليكون والماغنسيوم كما يحدث للجبال الجليدية في المحيطات. وقد كان هذا الافتراض وهميا لأن نقطة غليان طبقة السليكون والماغنسيوم أعلى من نقطة غليان السليكون والألومنيوم . وبعد ذلك اكتشف علماء الجيولوجيا ما يسمى بالأسثينوسفير وهي عبارة عن طبقة منخفضة القوة نسبيا توجد في غلاف الأرض وتقع تحت القشرة الأرضية عند عمق بين 50 إلى 150 كم (من 30 إلى 80 ميلا). وقد افترض وجود هذه الطبقة من قبل ولكن ثبت وجودها علميا وأنها عبارة عن مادة بلاستيكية منخفضة السرعة قادرة على التدفق.
وقد كان لهذا الاكتشاف أثر كبير فيما أعلنه فجنر في أوائل القرن العشرين من أن جميع القارات كانت يوما قارة واحدة عملاقة تضم كل اليابسة، وأطلق عليها اسم بانجيا، ونشر نظريته هذه عام 1267هـ / 1928 م. في كتابه نشأة القارات والمحيطات. وذلك بعد أن لاحظ من تطابق بين كل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا على الخريطة. وكذلك تشابه الحفريات النباتية والحيوانية على الخط الواحد في كلتا القارتين. وهي النظرية التي عرفت فيما بعد باسم نظرية الانجراف القاري.
ومن بين الحجج القوية التي ساقها فجنر في إثبات نظرية الانجراف القاري التماثل الهندسي للحدود القارية التي افترض أنها قد انجرفت بعيدا عن بعضها الآخر. ولدعم نظريته، أشار إلى أن تشكيلات الصخور على كلا جانبي الأطلنطي في البرازيل وغرب أفريقيا تتماثل من حيث العمر والنوع والتركيب. بالإضافة إلى ذلك، فإنهما يحتويان على حفريات لكائنات برية لا يمكن أن تسبح من قارة لأخرى. وقد كانت هذه الأدلة والحجج مقنعة جدا لكثير من المتخصصين ولكنها لم تلق القبول لدى بعض الآخرين وخاصة علماء الجيوفيزياء.
ومن بين أكثر الأمثلة وضوحا على الحدود القارية المتصدعة التي ذكرها فجنر جانبا المحيط الأطلنطي. وقد قام السير إدوارد كريسب بولارد بقياس المدى الدقيق لتلائمها وعرض النتائج التي توصل إليها على الجمعية الملكية في لندن وقد كان هذا التلاؤم كاملا. إلا أن مثل هذا التلاؤم لا يوجد على حواف أي محيط آخر.
وفي العقد الثاني من القرن العشرين، حدث تقدم في دراسة سطح البحر حيث أجريت تطورات على جهاز السونار وهو يستخدم في قياس أعماق المحيطات. وباستخدام هذا الجهاز، يمكن فحص الطبوغرافيا البحرية ورسم خريطة لسطح البحر. وبعد ذلك استخدم علماء الجيوفيز ياء جهاز قياس المغناطيسية المحمول جوا بحيث يسجل الاختلافات في الكثافة والاتجاه المغناطيسي الأرضي.
نبذة تاريخية :
تعود جذور هذه النظرية إلى الأفكار التي وضعها ابن سينا في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي حول تفسير نشأة البحار وبيان العلاقة التبادلية بين البحر واليابسة عبر العصور، حيث أشار أن الأرض كانت في مراحل تكونها الأولى كرة ملساء خالية من التجاعيد، يحيط بها غشاء شفاف من الماء، ومع الزمن نشأت منخفضات تجمعت فيها المياه، وتحولت المياه عن مناطق أخرى، فظهرت اليابسة من تحت الماء، ثم أخذت مساحة اليابسة تزداد تدريجيا فينزاح عنها الماء ليتجمع في الأغوار على هيئة أحواض مائية، وكان للعوامل الفلكية والمناخية والجيولوجية أثرها الفعلي في ظهور مواقع مكشوفة من الأرض هي اليابسة، وأخرى مغمورة بالمياه هي البحار. ويوضح ابن سينا تطور هذه العملية في كتابه الشفاء فيقول: "في طبيعة الأرض أن تستحيل أجزاء منها ماء أو نارا، أو غيرهما من الجواهر الأخرى، ولكن الجواهر قد تستحيل أجزاء منها أرضا، فما يستحيل من الأرض إلى غيره ينقص من جملة حجم الأرض، فيلزم ضرورة أن يقع هناك ثلمة في تدوير الأرض، وغور إذا كانت الأرض يابسة لا تجمع إلى شكلها الطبيعي... فيلزم أن يتولد على كرية الأرض تضاريس من غور ونجد، وخصوصا وللكواكب لا محالة، تأثير في إيجاد هذه الإحالة بحسب المسافات التي تتبدل بحسب حركتها، فيشبه أن تكون هذه أسبابا عظاما في إحداث المائية من جهة إلى جهة أو نقلها إليها... ، بتبخير الرطوبة وتصعيدها بالتبخير إلى جهة خاصة من الأرض، وإن كان واحد منها يعظم ويكثر على الدهر حتى يؤثر في هيئة شكل الماء لسيلان الماء إلى الغور وكشفه للنجد... وقد أعان على هذا أسباب أخرى، إذ لا بد من حدوث طين بين الماء والأرض، ولا بد من نفوذ قوة الشمس والكواكب إلى الطين وتحجيرها إياه إذا انكشفت حتى تتخلق الجبال، على ما قلناه، فإذا كان كذلك لم يكن بد من أن يكو ن بر وبحر" .
وابن سينا بهذا التصور يشير إلى أن الأرض كانت في البداية كرة ماء متكاملة التكور، خالية من التضاريس، ثم بدأت بفعل عوامل الرطوبة يتبخر ماؤها في جهة واحدة من الأرض وهي تلك المعرضة لعوامل الجذب من الأفلاك، فظهرت على طول الزمن اليابسة. والطين الذي يحدث بين الماء والأرض هو الراسب الذي يتجمع على قاع البحر مما تحمله مياه البحر من مواد، وعندما تنكشف هذه الرواسب فإنها تتحجر تحت تأثير الشمس وتبخير المياه، فتتحول إلى صخور جديدة تضاف إلى الصخور الأولية التي تتكون منها الأرض. ومن هذه الصخور الجديدة، وتحت تأثير عوامل مختلفة، تتكون الجبال فيما بعد، ومن هذه الجبال تتكون القارات.
وتمثل نظرية ابن سينا هذه الأساس التاريخي للملاحظات التي أعلنها الجيولوجي الأميركي جيمس هيل من أن الرواسب المتجمعة في أحزمة الجبال أكثر كثافة من تلك المتجمعة في المناطق الداخلية في القارات عشر مرات على الأقل. وقد مهد هذا التوصل إلى نظرية انخفاض الأرض التي تنص على أن القشرة القارية تزيد من جراء الإضافات المستمرة التي تنشأ على أنها انخفاضات قديمة مثنية ثم بعد ذلك تصبح صلبة ومتماسكة. وبحلول القرن العشرين، رسخت هذه النظرية وثبتت أقدامها. وقد كان هناك اكتشاف آخر في القرن التاسع عشر مؤداه أنه كان يوجد ارتفاع جبلي متطاول في منتصف المحيط الأطلنطي ، وبحلول العشرينات من هذا القرن، استنتج العلماء أن هذا الارتفاع الجبلي في كل مكان حول العالم تقريبا.
وفي الفترة من 1247هـ / 1908 م. حتى 1259هـ / 1920 م ، توصل العالم الألماني ألفريد لوثر فجنر وآخرون إلى نظرية الانجراف القاري حيث أقروا بأن الألواح القارية تتمزق ثم تنجرف بعيدا عن بعضها الآخر وبعد ذلك تصطدم ببعضها الآخر ، وتؤدي هذه الاصطدامات إلى انهيار الرسوب مما يؤدي إلى تكوين أحزمة جبلية في المستقبل. وقد أظهرت الأعمال الجيوفيزيائية التي أجريت عن كثافة الأرض والملاحظات التي أبداها العلماء المتخصصون في الصخور أن الأرض تتكون من مادتين مختلفتين تماما: أولاهما صخور من السليكون والماغنسيوم وتكون أساسا من البازلت الذي يعتبر من السمات الأساسية لقشرة المحيطات، وثانيهما صخور من السليكون والألومنيوم وعادة ما تكون صخورا من الحجر الصوان وهي من سمات القشرة القارية.
واعتقد فجنر أن الألواح القارية المكونة من السليكون والأ لومنيوم تزحف نحو الطبقة المحيطية المكونة من السليكون والماغنسيوم كما يحدث للجبال الجليدية في المحيطات. وقد كان هذا الافتراض وهميا لأن نقطة غليان طبقة السليكون والماغنسيوم أعلى من نقطة غليان السليكون والألومنيوم . وبعد ذلك اكتشف علماء الجيولوجيا ما يسمى بالأسثينوسفير وهي عبارة عن طبقة منخفضة القوة نسبيا توجد في غلاف الأرض وتقع تحت القشرة الأرضية عند عمق بين 50 إلى 150 كم (من 30 إلى 80 ميلا). وقد افترض وجود هذه الطبقة من قبل ولكن ثبت وجودها علميا وأنها عبارة عن مادة بلاستيكية منخفضة السرعة قادرة على التدفق.
وقد كان لهذا الاكتشاف أثر كبير فيما أعلنه فجنر في أوائل القرن العشرين من أن جميع القارات كانت يوما قارة واحدة عملاقة تضم كل اليابسة، وأطلق عليها اسم بانجيا، ونشر نظريته هذه عام 1267هـ / 1928 م. في كتابه نشأة القارات والمحيطات. وذلك بعد أن لاحظ من تطابق بين كل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا على الخريطة. وكذلك تشابه الحفريات النباتية والحيوانية على الخط الواحد في كلتا القارتين. وهي النظرية التي عرفت فيما بعد باسم نظرية الانجراف القاري.
ومن بين الحجج القوية التي ساقها فجنر في إثبات نظرية الانجراف القاري التماثل الهندسي للحدود القارية التي افترض أنها قد انجرفت بعيدا عن بعضها الآخر. ولدعم نظريته، أشار إلى أن تشكيلات الصخور على كلا جانبي الأطلنطي في البرازيل وغرب أفريقيا تتماثل من حيث العمر والنوع والتركيب. بالإضافة إلى ذلك، فإنهما يحتويان على حفريات لكائنات برية لا يمكن أن تسبح من قارة لأخرى. وقد كانت هذه الأدلة والحجج مقنعة جدا لكثير من المتخصصين ولكنها لم تلق القبول لدى بعض الآخرين وخاصة علماء الجيوفيزياء.
ومن بين أكثر الأمثلة وضوحا على الحدود القارية المتصدعة التي ذكرها فجنر جانبا المحيط الأطلنطي. وقد قام السير إدوارد كريسب بولارد بقياس المدى الدقيق لتلائمها وعرض النتائج التي توصل إليها على الجمعية الملكية في لندن وقد كان هذا التلاؤم كاملا. إلا أن مثل هذا التلاؤم لا يوجد على حواف أي محيط آخر.
وفي العقد الثاني من القرن العشرين، حدث تقدم في دراسة سطح البحر حيث أجريت تطورات على جهاز السونار وهو يستخدم في قياس أعماق المحيطات. وباستخدام هذا الجهاز، يمكن فحص الطبوغرافيا البحرية ورسم خريطة لسطح البحر. وبعد ذلك استخدم علماء الجيوفيز ياء جهاز قياس المغناطيسية المحمول جوا بحيث يسجل الاختلافات في الكثافة والاتجاه المغناطيسي الأرضي.
0 comments:
POST UR COMMENT